وبدأ هذا اللعين جولاته في جزيرته يروح ويغدو ويتعلم وسكن كهفه وجمع فيه ما اعجبه ووفر له سبل الراحه الى ان بلغ العشرينات من عمره ..وهو على كفره فلم يودي لله يوما صلاة وهى التسابيح التى علمته الدابه عند الصخور .. وكانت تزوره من حين لاخر وهى تحاول دوما لفت انتباهه الى امر هام ويتبعها الى الصخور فى محاولة منها ان تذكره بما فيها ومايزداد الا تكبرا ونظرا الى السماء يوما وهو معها عند نفس الصخور وقال لها ومايدريك عن صحة هذا الكلام ؟ فانا وحدى ولم ارى جبريل هذا المرسول ولا الخسف ولم ارى الله وربما انتى من كتب هذا حتى لا احكمك كما احكم جزيرتى هذه وربما..... واخذ فىتأويلاته فصرخت الدابه بشدة وهربت منه الى الغابه وهو يناديها بكل غروره ) انا لااعرف غيري وكل ماحولى خاضع لى ويقول اننى اله هذه الجزيره وكلها ملكى بما فيها ( وجأته الدابه فى يوم اخر وهى تكلمه بلسان فصيح وقالت له)ان جبريل امرها ان تكلمه وان الامر جد وعليه ان يختار ولتتأكد ان الامر من عند الله خذ خاتم جبريل فاثر يده فى هذا المداد وضع منه على اى شى وسوف ترى آية لك ..فاعبد ربك الله بعدها والا فانها نذيرك بانك رجل الغد المنبوذ ( وبدأ يفكر فى الامر واخذ من المداد ( سبق وان تحدثنا عنه وانه وجده عند الصخور وهو شبيه بالثرى ) المهم اخذ منه قليلا والقاه على طائر ميت عظيم الخلقه مات منذ ايام واذا بهذا الطائر بقدرة رب العالمين يتحرك ويطير عاليا آيه له من الله ونذير له وبعد برهة عاد الطائر وسقط ميتا فى مكانه الاول ......وسأل الجساسه عن الامر .... فقالت له ) ان هذا المداد فيه من روح جبريل وقوته وهو من الملائكة وهو روح عظيم له قوة حياة ونور احياء للاموات باذن ربه وقدرته وهو الذي يحي الموتى لنبي في قومك باذن الله , حيث يحتضن جبريل الميت بدعاء النبي فيقوم حيا باذن الله ويخبر عما يسالون ثم يعود ميتا كما كان والله اكرمك بكرامة منه ولا اية لك بعدها فلا تخن عهد الله وكن من المومنين (وعادت الى صمتها ....واخذ يفكر بالامر ....واى امر انه لم يعر كلامها اى اهتمام انما يفكر فى الالوهيه .... فلو اصبح ملكا ومومنا فسوف يبقى خاضعا لاحكام وقوانين معينه اما ان كان اله فهو يعنى له انه يتحكم ويحكم ويملك كل شى دون قيود ويخضع له كل شئ ..... فهو لايعرف الله ولم يرى هذا الإله الذى تتحدث عنه هذه الدابه وربما كل مايحدث لعبة منها حتى اثر هذا الملك الذى تتحدث عنه .... انها خاضعة لى ....ووصل مع نفسه الى انه الاهها .... ولكن لما هذه الدابه لاتخاف منى كسائر مخلوقات الجزيره ....لابد ان هناك شئ ولابد ان تخافنى فانا الاهها , واشعل نارا واخذ يبحث عنها ولما وجدها حاول احراقها لإخافتها فهربت منه ... ولما لقيها فى يوم اخر اخذ يطمنها ان لاتخاف ولن يوذيها اذا خضعت له ولاوامره الا انها تكلمت باذن رب العالمين قائلة له )انها مامورة بامر الله لابامره او امرغيرة من الخلق ..وانها تحذره من ليلة تاتيه لا ينام فيها ويكون بعدها غضب الله وطرده من الجزيره الى ارض الله ليرى ملكوت رب العالمين وتكون له اخر فرصة حضور ثلاثة من الانبياء اولى العزم ( وعادت الى صمتها وهروبها منه .....وعاد هو الى كفره وافكاره وذهب الى الصخور السبعه وهو يقول لنفسه ان اثر هذا الرسول الذى تحكى عنه الدابه هو سر الحياة واساس خلق كل ماحوله فلا اله ولارسول ولا غيره وربما كل شى خلق من الطبيعة التى حوله وربما ان هذه المادة هى السر والاساس فعلا وجمع هذه المادة فى انا من آنيه طعامه التى كان ياتيه بها جبريل مملوة بالطعام وعاد لكهفه ..يفكر ويفكر ..ويخطط كيف يخرج من هذه الجزيرة ..وتمر الايام والليالى حتى جاءه وعد الله ولم ينم فى الليلة الموعودة وطلعت عليه الشمس وتذكر كلام الدابه ولكن كفره جعله يقول انه ربما تاثر بكلامها وتذكر كلامها عن البشر مثله وانه عليه ان يشعل نارا ليروها وياتوه وبدء جمع الاخشاب على شاطى الجزيره ويشعل النار كل يوم وينام من الاجهاد والتعب وظل على هذا الحال كل ليله حتى راى جسما كبيرا فى البحر امامه وراى جسم اصغر ياتى الى الجزيره ثم يتوقف على شأطيها وينزل منه خمسة مخلوقات تشبهه وذهب اليهم ووجد انهم يتكلمون مثله ويفهمهم ...
ومن هنا بدات قصة الخروج الى العالم .
الخروج الى العالم ......والعوده الى السامره!
رحلة الكفر الاولى :
عندما التقى المسيخ ركاب القارب حكى لهم قصته بكل تفاصيلها بما فيها الدابه ... وبدء له انهم لم يصدقوه وانه معتوه ومجنون نجا بعد غرق احدى السفن وما اصابه جراء ذلك ومما رآه فى الجزيرة من اهوال فهى جزيرة الثعبان والدابه الهلباء وكان منظر عينيه وما فيها من عيوب يؤكد ذلك وقرروا ان ياخذوه معهم .. وكان شؤما عليهم فمنذ وطيت قدماه السفينه والموج يشتد عليهم وكأن البحر غضب عليهم بصورة لم يروا مثلها ابدا وكانه عقاب لهم على اخذهم هذا اللعين ...... وقرروا ان ينزلوه فى ارض اليمن اقرب بر لهم وهى بلدهم واشاروا عليه ان يذهب الى حكيم وطبيب هناك فى بلد اسمها مأرب واعطوه مالا لم يعرف قيمته بعد او ماذا يفعل بهذه القطع من المعدن ....!
وبدء هناك يقابل الناس ويتعلم كل شئ بسرعة رهيبه وكان ذي قوة هائله ويمتلك عقلا جبارا .... كان يجعل من يراه ويتعامل معه يقف امامه متعجبا من هذا المعيب ومن هذه القدرات ..وفكر ان يذهب لهذا الحكيم الذي اخبره عنه اصحاب السفينه ولما وصله ساله عن اسمه فقال له السامرى من فلسطين وعمل عنده واعجب به وقال له ان عشت يابن السامرة تكون ملكا في الخير او الشر .. وهنا تذكر كلام الجساسه .. ولكن لا حياة لمن تنادى ....؟ وظل يعمل ويتنقل ويتعلم لسنوات طويله ثم بدأ يرتب للعوده الى السامره بلده وديرة اهله ... واشترى مركبا كبيرا بماله الذي جمعه وقرر ان يزور جزيرته التى حن اليها وابحر بمركبه ومن معه من البحاره الذين يعملون عنده من بلد لاخر ومن ثم الى جزيرته ونزل من سفينته قرب الشاطئ فى قارب صغير لوحده ووجد الجساسة امامه تنظر اليه بكل الم وغضب ثم تهرب الى الغابه .... ولم يلقى لها بالا وتذكر الإنا الذى جمع فيه اثر الرسول واخذ معه صخرا من الصخور الملونه ..... وعاد الى سفينته متوجها الى فلسطين ونزل حيفا وسار الى السامره وهناك اخذ يسأل عن ما سمعه من الدابه عن الخسف وكانت الاجابه انه لااحد يعلم شيئا سوى ان خسفا حصل منذ مــائة عام .. نعم اصبح عمره مائة عام ولم يتغير فهو شاب لا اثر للكبر عليه ... وسأل عن طفل صغير اخذه الحاكم من ابيه ولم يكن هناك سوى رجل كبير اخبره انه سمع هذه القصة من اشخاص كبار في السن ومعمرين في بلدة اسمها اربد ولكن هذا الطفل مات عند الخسف .....وساله عن ما يعبدون واخبره انهم يعبدون البقر.. وهنا علم المسخ اللعين ان ما اخبرته به الدابه كان صحيحا .... واخذ يفكر فى كل ماجرى له وانه الوحيد الذى تكلمه دابه واخبرته ان من رباه كبير الملائكة , وحكيم اليمن ابلغه انه سوف يصبح ملكا .. ورى انه يمتلك قدرات تختلف عن غيره ويتعجب منه كل من رأه ...... وهنا وصل الى حقيقة ثابته وهى انه إلآه او ابن إلآه ولانه لايريد ان يعبد ما لايرى ولا يسمع ولا مالا يعرف قرر ان يعبد نفسه فهى اولى واعز عنده لعنه الله من كل ماحوله ....!!!!!!!!!!!